وقد ثبتَ أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تُوُفِّيَ وهُوَ عنْهُمْ رَاضٍ، ومَنْ - رضي الله عنه - ورَسُولُهُ لا يَضُرُّهُ غَضَبُ أحَدٍ مِنْ الخَلْقِ عَلَيهِ كَائِنَاً مَنْ كَانَ، بَلْ مَنْ - رضي الله عنه - ورَضِيَ عَنْ اللَّه؛ يكونُ رِضَاهُ مُوَافِقَاً لِرضَا اللَّهِ، فإنَّ اللَّهَ راضٍ عَنْهُ، فهُوَ مُوافِقٌ لما يُرضِي اللَّهَ، وهُوَ رَاضٍ عَن اللَّه؛ فحُكْمُ اللَّهِ مُوَافِقٌ لِرِضَاهُ، وإذَا رَضُوا بِحُكْمِهِ غَضِبُوا لِغَضَبِهِ، فَإنَّ مَنْ رَضِي بِغَضَبِ غَيْرِهِ، لَزِمَ أنْ يَغْضَبَ لِغَضَبِهِ، فإنَّ الغَضَبَ إذَا كان مَرضِيَّاً لكَ، فَعَلْتَ ما هُوَ مُرضٍ لكَ، وكذلِكَ الرَّبُّ تَعَالَى، وله المثلُ الأَعلَى إذَا رَضِيَ عَنْهُمْ؛ غَضِبَ لِغَضَبِهِمْ؛ إذْ هُوَ رَاضٍ بَغَضَبِهِمْ). (١)
وذكر الشيخ العثيمين - رحمه الله - أنه لايصح احتجاج الرافضة بحديث ... «مَن أغضبها فقد أغضبني» على أبي بكر، لأنَّ الحديث قاله - صلى الله عليه وسلم - حينما غضبت فاطمة لعِلْمِهَا بأنَّ عَلياً خَطَبَ عليها ابنةَ أبي جهل، فالكلام