وذكر ابنُ الخوجة اختلاف أنظار الفقهاء في حُكمها من الإباحة إلى الاستحسان، وذكرَ بعض مَن استحسنها كأبي السعود العمادي، ونقل فتواه في ذلك.
واستظهر أن بداية ظهور العمامة الخضراء في الديار التونسية في القرن العاشر الهجري، خاصةً بعد استقرار حُكْمِ التُّرْكِ، وترتيب الدواوين بها في القرن الحادي عشر؛ لأنَّ التركَ كانوا أصحاب عَقِيدةٍ صَمِيمةٍ، وحُبِّ رَسِيخٍ في آلِ البيت، فقد كانوا يُغدِقُون عليهم بالإحسان، والمِنَح، والإقطاعات، وجعلوا لنقيبِ الأشراف حَقَّ الحضُورِ مع أهلِ المجلسِ الشرعي عند اجتماع الفُقَهاءِ للنظرِ في النَّوازِل.
وقد انتشرت في القرن الثاني عشر في البلدان المعروفة بكثرة الأشراف، خاصةً بلدة «صفاقس» فالأشراف فيها إلى هذا الزمن ... (١٣٥٧ هـ) متعلِّقُون بالعمامة الخضراء.
وقد تقاصَرَ وتَراجَعَ أمرُهَا في الديار التونسية، حتَّى أصبَحَتْ نَادِرَةً. بحيثُ أنَّ حامِليها في «تونس» كانوا يُعدَّونَ على الأصابع في بداية القرن