كلُّ هذا يَدلُّ على وجود طائفة قليلة من الأولين ترد أحاديث المهدي. وأما حديث «لامهدي إلا عيسى» فقد ضعَّفه الأئمة، منهم: ابن تيمية، وابن القيم في ... «المنار المنيف» (ص ١٠٧) وذكرَ في (ص ١١٥) أنَّ معناه لو صَحَّ: (لا مهدي في الحقيقة سواه وإن كان غيره مهدياً، كما يُقال: لا عِلْمَ إلا ما نَفَعَ، ولا مَالَ إلا مَا وقَى وجَهَ صاحبِه. وكما يصحُّ أنْ يُقال إنما المهديُّ عيسى ابنُ مريم يعني المهديَّ الكامِلَ المعصوم). ونحو ذلك ذكر السلَمي في «عقد الدرر» (ص ٧ و ١٠)، وابن كثير في «البداية والنهاية» ... (١٩/ ٦٧). المقصود أن المنكرين السابقين جماعة قليلة ـ ويبدو أنهم ليسوا من كبار أهل العلم، لأن القول لم يُنسَب إلى قائلِه عدَا أبي محمد بن الوليد ـ فهو قولٌ باطل، وعُمْدَتُهم الحديث الضعيف السابق، وقد خالَفوا الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي من آل البيت. وأما ابن خلدون: فقد راجعته وهو إلى الإنكار أقرب. انظر: «مقدمة ابن خلدون» تحقيق علي وافي (٢/ ٨١٧). وقد ردَّ على ابنِ خلدون: أحمد شاكر في تعليقه على «مسند أحمد» (٥/ ١٩٧) رقم ... (٣٥٧١)، والعبَّاد البدر في «عقيدة أهل السنة والأثر» (٤/ ٣١٨ ـ «مؤلفاته»)، والألبانيُّ في «تخريج أحاديث وفضائل الشام» (ص ٤٥). وقد أنكر أحاديثَ المهديِّ بعضُ المعاصرين، منهم: محمد رشيد رضا في «تفسير المنار» (٩/ ٤٩٩)، ومحمد فريد وجدي في «دائرة معارف =