للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُبصِره، ولو كان عليه من الأوزار ما قد أثقل ظهره، وهو كان أعز الناس عليه في الدنيا، ما التفتَ إليه ولا حملَ عنه وزنَ جناح بعوضة. قال اللَّه تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)} (سورة عبس, الآيات ٣٤ - ٣٧). (١)

قال ابن سعدي - رحمه الله - في تفسير الآية: (يخبر تعالى عن هول يوم القيامة، وما في ذلك اليوم، من المزعجات والمقلقات، وأنه إذا نفخ في الصور نفخة البعث، فحشر الناس أجمعون، لميقات يوم معلوم، أنه يصيبهم من الهول ما ينسيهم أنسابَهم، التي هي أقوى الأسباب، فغير الأنساب من باب أولى، وأنه لا يسألُ أحدٌ أحداً عن حاله؛ لاشتغالِه بنفسه، فلا يدري هل ينجو نجاة لا شقاوة بعدها؟ أو يشقى شقاوة لا سعادة بعدها؟ قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (٣٤) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (٣٥) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (٣٦) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (٣٧)} (سورة عبس, الآيات ٣٤ - ٣٧) (٢)


(١) «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (٥/ ٤٩٥).
(٢) «تيسير الكريم الرحمن» لابن سعدي (ص ٥٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>