نكونُ في الكِنِّ والطمأنينةِ مع النساء، ورسولُ الله والمؤمنونَ معَهُ في ... الجهاد؟ ! والله لَنُوَثِّقَنَّ أنفسَنَا بالسَّوَارِي، فلا نُطْلِقهَا حتى يكونَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - هو يُطلِقُنَا ويَعذِرُنَا.
فانطلق أبو لبابة وأوثقَ نفسَه، ورجلان معَه بسَواري المسجد، وبقِيَ ثلاثةُ نفَرٍ لم يُوثِقُوا أنفسَهَم.
فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوته، وكان طريقُه في المسجد، فمرَّ عليهم، فقال:«مَن هؤلاء الموثقِو أنفسهم بالسواري»؟ فقالوا: هذا أبو لبابة وأصحابٌ له تخلَّفُوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعاهدوا الله أن لا يطلِقُوا أنفسَهم حتى تكونَ أنتَ الذي تُطلِقُهُمْ وتَرضَى عنهم، وقد اعترَفُوا بذنوبهم.
فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله لا أُطلِقُهُمْ حتَّى أُومَرُ بإطلاقِهِم، ولا أَعذُرُهُم حتَّى يكونَ الله هُوَ يعذُرُهُمْ، وقد تخلَّفُوا عنِّي، ورَغِبُوا بأنفسِهم عَن غزوِ المسلمين وجهادِهم».
فأنزل الله برحمتِهِ: {(١٠١) وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ} التوبة: ١٠٢ وعسى ... مِن الله واجبٌ. فلما نزلت الآيةُ أطلقهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعذرَهم، وتجاوزَ عنهم. (١)