وقد جمعَ بعضُ العلماء بين هذه الروايات وتحرَّى التوفيق بينهما، فقالَ أولُ مَن أسلمَ مِن الرجال البالغين (١) وذوي الأسنان أبو بكر؛ وأول من أسلمَ مِن الأحداث عليٌّ؛ ومِن النساءِ خديجة).
* قال الحاكم في «معرفة علوم الحديث» ـ ط. ابن حزم ـ (ص ١٥٩): (ولا أعلمُ خلافاً بين أصحابِ التواريخِ أنَّ عليَّ بن أبي طالب - رضي الله عنه - أولهم إسلاماً، وإنما اختلفوا في بُلُوغه، والصحيحُ عندَ الجماعةِ أنَّ أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - أولُ مَن أسلم مِن الرجال البالغين، لحديث عمرو بن عبسة أنه قال: يا رسولَ اللَّه، مَنْ تَبِعَكَ على هذا الأمر؟ قال:«حُرٌّ وعَبْدٌ»، وإذا معَه ... أبو بكر، وبلال - رضي الله عنهما -). ا. هـ.
* قال العراقي في «طرح التثريب»(١/ ٨٥): (وادَّعَى الحاكمُ نفي الخلاف فيه، فقال في «علوم الحديث»: لا أعلمُ خِلافاً بين أصحاب التواريخ أنَّ علياً أولهم إسلاماً، قال: وإنما اختلفوا في بلوغه، ثم ناقضَ الحاكم ذلك، فقال بعد ذلك: والصحيحُ عند الجماعة أنَّ أبا بكر الصديق أولُ مَن أسلم مِن
(١) ذكر بعضهم قيداً: البالغين الأحرار، ذكر أبو بكر محمد بن علي المطوِّعي الغازي النيسابوري المجاور بمكة (كان حياً سنة ٤٣٥ هـ) في كتابه «مَن صبر ظفِر» (ص ١٩٨) أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - أول مَن أسلمَ مِن الرجالِ البالغينَ الأحرار.