للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيده إليها الحسنُ، فجذبَتْ فاطمةُ يدَه وبَكَتْ، فقال لها رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فِداك أبوكِ، ما شأنُكِ؟ لم تَبكين؟

قالت: يا رسولَ اللَّهِ، رأيتُ في مَنامي البارحةَ، كأنه أُهدِيَ إليكَ هذه العَناق، وكأنَّكَ جمعتَنَا، فأوَّلُ مَن ضرَبَ بيده إليها الحسنُ، فأكلَ فمات.

فقال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: كفُّوا. ثم قال: يا رؤيا! فأجابه شيءٌ: لبيكَ يا رسولَ اللَّه، قال: هل أَرَيتَ حبيبتي شيئاً؟ قال: لا، والذي بعثكَ بالحق.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: يا أضغاثُ! قال شيءٌ: لبيكَ يا رسولَ اللَّه، قال: هل أريتَ حبيبتي شيئاً؟ قال: لا، والذي بعثك بالحق.

قال: يا حديثَ النفس! فأجابه شيءٌ: لبيكَ يا رسول اللَّه، قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟ قال: لا، والذي بعثكَ بالحق.

قال: يا شيطان الأحلام! فأجابه شيءٌ: لبيكَ يا رسول اللَّه، قال: هل أريت حبيبتي شيئاً؟ قال: نعم، أريتَها كذا وكذا.

قال: ما حملَكَ على ذلك؟

قال: العبَث، فقال: لا تعُدْ إليها، ثم تفَلَ عن يسارِه ثلاثاً، وقال: أعوذ باللَّهِ من شرِّ ما رأيتِ، ثم قال: كُلُوا بِسم اللَّه). (١)


(١) «الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي» للجَريري (٢/ ١٦٨) ضمن المجلس رقم (٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>