فاطمة - رضي الله عنها -، وكنتُ في بادئ الأمرِ قبل الدخول في تفاصيل كتابي هذا، أظنُّ أنَّ غلوَّ الرافضة في فاطمة إنما هو في أبواب الفضائل فحسب، وأنني سأجِدُ عندهم كثيراً من الأقاويل الصالحة في باب سيرتها وحياتها: من مَولِدِها، واسمِها، ولَقبِها، وزَواجِهَا، وأولادِهَا، ووَفَاتِها ... إلخ
وبعد الاطلاع على كثير مما كتبوه خاصة في مؤلفاتهم المفردة عنها، تفاجأتُ بأمر غريب وهو: أنَّ الغلوَّ والكذبَ جاءَ في كُلِّ مسألة من مسائل فاطمة، غُلُوَّاً ينبو عنه العقل الصحيح، ولو لم يقبل المرءُ منهم النقلَ ... الصحيح! !
وجَدتُّهم وضعوا أساطير خيالية، وخرافات مسيئة ... للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وخديجةَ وفاطمةَ تتضمَّنُ الغلوَّ في فاطمة، يوم أن كانت حملاً ـ بل وقبل انعقادها علقة ـ ثم ولادتها، وتسميتها، وألقابها، وزواجها، وطعامها، وعبادتها، وحملها، وولادتها، ووفاتها، وكل جزء من حياتها بالغو فيه ووصفوها بما لا يوصف به ملَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مُرسَل ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ـ.
ولاحظتُ حرصَهم الواضح في مخالفة ما اختارَه أهلُ السنة والجماعة ... في تحديد ولادتها، وزواجها، وأولادها، وتاريخ وفاتها، ونحو ذلك، ويصفون القول المختار عند أهل السنة والجماعة بأنه أضعف الأقوال، فعجباً للشيطان