للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢. قال د. محمد يسري سلامة - رحمه الله -: (الكتابة التاريخية تقوم أوَّل ما تقوم على الجمعِ، وهذا يتطلَّبُ الأخذ والتلقِّي والتفتيش عن المصادر كافَّةً من دون تمييز، ثم يأتي التمحيص والنقد في مرحلة تالية.

ومَن اقتصَر على الجمع والسَّردِ من الأخباريين والمؤرِّخين لا يعيبُه ذلك، بل قد يكون من أعلى طبقات المؤرِّخين؛ إذا كانت المادةُ التي توجَدُ عنده لا تُوجَد عند غيرِه .... ثم ذكَر قول ابن جرير في مقدمة تاريخه (١) في إيراد الأسانيد، تاركاً التمحيص للقارئ). (٢)

ومع ردِّ المحدِّثِين بعضَ الرواةِ وتَرْكِ الاحتِجَاجِ بِهمْ في الحَدِيثِ إلا أنهم يَقبَلُونَ مِنهُم مَا اختَصُّوا بِهِ في عِلْمٍ مِن العُلُومِ ـ وأهلُ كُلِّ عِلْمٍ أولى مِن غيرِهم فيما يذكرونَهُ مِن اختِصَاصِهِمْ ـ «فالحِذق بالفنِّ مَظِنَّةُ التمييز، والملَكَةُ التي تتَأتَّى لأهلِ كلِّ عِلْمٍ في عُلُومِهم لا تحصُلُ لِغَيرهم». (٣)


(١) ستأتي بعد صفحات.
(٢) «مصادر السيرة النبوية» د. محمد يسري سلامة (ص ٢٧٠). وذكر أنَّ مِن غرضهم في إيراد جميع ما في الباب أنه لم يترجَّحْ لهم فيه شئٌ فيُورِدُونَ الجميع، أو ترجَّحَ عند أحدِهم رواية وهي عند غيره سَقيمةٌ مُعلَّة، وربما كان في السقيمِ منافعُ من غير وجه يعرِفُها المشتغلون بالتاريخ والرواية عموماً.
(٣) «مصادر السيرة النبوية» د. محمد يسري سلامة (ص ٢٦٩)، وانظر: «التقرير في أسانيد التفسير» للطريفي (ص ٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>