ومعنى هذا عندنا على غير ما ذهبوا إليه، وإنما المعنى فيها ـ والله أعلم ـ تكذيبُ مَن ادَّعَى إحصاءَ بني آدم، فإنَّه لا يحصيهم إلا الذي خلقَهُمْ، فإنه هو الذي أحصاهم وحدَه لا شريك له، والله أعلم.
وأما أنساب العرب فإنَّ أهلَ العلم بأيامها وأنسابها قد وَعَوا وحفظوا جماهيرها وأمهات قبائلها، واختلَفُوا في بعض فروع ذلك، وسترى في كتابنا هذا ما أجمعوا عليه، وكثيراً مما اختلفوا فيه ــ إن شاء الله ـ). (١)
قال السُّهَيلي (ت ٥٨١ هـ) - رحمه الله -: (وما بعد عدنان من الأسماء مضطرب فيه، فالذي صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه انتسب إلى
(١) «الإنباه على قبائل الرواة» (ص ١٩ ـ ٢٠)، وعنه: المزي في «تهذيب الكمال» ... (١/ ١٧٤).