ومما سبق، يُعلم إحداثُ هذا اللقب بعد القرون الثلاثة الأولى، وهو من محدثات الشيعة، كما في قول ابن العربي ـ السابق ذكره ـ.
ويغني أهل السُّنة والجماعة التمسُّك بماورد في السُّنَّة النبوية، ففيه الغُنيَة الكاملة، ودرء أبواب الغلو التي ولجت منها الرافضة، فيبدأ الأمر بإحداث ألقاب، ثم يُخرَّج لها فضائل افتعالاً، ثم يتبعه أعمال، وقد يتضمن ذلك تفضيل بعض الصحابة على بعض، أو انتقاص بعضهم، وقد سبقت الإشارة في ... «التمهيد: المبحث الثالث» إلى مسألة تخصيص أحد من آل البيت بِـ ... (عليه السلام)، وعليِّ بنِ أبي طالب - رضي الله عنها - بِـ (كرَّم اللهُ وجهَهُ).
ويكفينا، ويكفي فاطمة - رضي الله عنها - أنها بضعة نبوية وكذا أخواتها وإخوانها، وأنها «سيدة نساء المؤمنين»، و «سيِّدة نساء أهل الجنة»، وما سيأتي من الأحاديث الصحيحة في الباب الثاني، المتعلِّق بفضائلها.