قلت: لايصح بقاؤه إلى وقت قريب، ثم إن لو صحَّ فهو أثر مهم عند الرافضة، والصوفية، وأما أهل السنة فلم يَروا مواضع آثار النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة من الآثار المعظمة المهمة، ولو كانت كذلك لاهتَمَّ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة والتابعون وتابعوهم بإحسان، وخير الهدي هدي محمد، وخير القرون الثلاثة الأولى. وقد أُمرنا بتعظيم سنته وهديه، والاقتفاء به، واتباع سنة الخلفاء الراشدين، والسير على فهم السلف الصالح، ولو كان لمواضعهم اهتمام لبادر السلف الصالح بالعناية به. (ص ٢٠) نقل من الرافضة أسماءَ فاطمة، وفي (ص ٢١) نقل خرافة من الرافضة عن لقب الزهراء، و (ص ٢٢) نقل غلواً من سخافات الرافضة ولم يعقب بشئ. (ص ٢٣) تكرر من المؤلف وصف فاطمة بِـ «النطفة الطاهرة» ولا شك في ذلك هي وأخواتها، لكن تخصيصها بذلك دون أخواتها، وإيراده مع اسمها إنما هو من دسائس الرافضة؛ لأنهم زعموا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أكل من طعام الجنة، ثم واقع خديجة، فحملت بفاطمة في الحال! ! كما سيأتي بيان بطلانه في هذا الكتاب.
(ص ٤٠) عدل عن الحديث الصحيح في «صحيح مسلم» رقم (٩٧٦) عن أبي هريرة، قال: زار النبي - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: «استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت». وذكره من رواية الحاكم، وأشار إلى أن أصله في مسلم. فعل ذلك تحاشياً من إيراد قوله: استأذنته أن أستغفر لها، وقد ذكر بعد ذلك ما يدل على رده هذه الجملة. (ص ٦٧) ادَّعى أن خديجة تحب فاطمة أكثر من بقية بناتها!