للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإنه لغيرُ مُكتَرِث». (١)

وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: «كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مشى تكفأ تكفؤا كأنما ينحطُّ من صَبَبٍ». وقال مرَّةً: «إذا مشى تَقلَّع». (٢)

قُلْتُ: والتقَلُّع: الارتفاعُ من الأرض بجُمْلَتِه، كحال المنحَطِّ من الصَّبَبْ، وهي مِشيَةُ أولي العزم والهمة والشجاعة، وهي أعدلُ المِشْيات وأروحُها للأعضاء، وأبعدُها من مِشيَة الهَوَج والمهانة والتماوت، فإنَّ الماشي إما أن يتماوت في مشيه، ويمشي قطعة واحدة، كأنه خشبةٌ محمولةٌ، وهي مِشْيةٌ مَذمومةٌ قَبيِحةٌ؛ وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مَشْيَ الجَمَل الأهوج، وهي مشيةٌ مذمومةٌ أيضاً، وهي دالَّةٌ على خِفَّةِ عَقْلِ صاحِبِهَا، ولا سِيَّما إن كان يكثر الالتفات حالَ مَشْيِهِ يميناً وشِمَالاً؛ وإما أن يمشي هَوْناً، وهي مِشْيَةُ ... عبادِ الرحمن، كما وصفهم بها في كتابه، فقال:

{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ... الْأَرْضِ ... هَوْنًا} (سورة الفرقان، آية ٦٣).


(١) أخرجه: الإمام أحمد في «مسنده» (١٤/ ٥٠٦) رقم (٨٩٤٣)، والترمذي في «جامعه»، حديث (٣٦٤٨)، وابن حبان في «صحيحه» (١٤/ ٢١٥) رقم (٦٣٠٩).
(٢) أخرجه: ابن أبي شيبة في «المصنف»، رقم (٣٢٤٦٧)، وأحمد في «مسنده» (٢/ ٢٥٦) رقم (٩٤٤٠)، والترمذي في «جامعه» (٣٦٣٨)، وابن حبان في «صحيحه» (١٤/ ٢١٦) رقم (٦٣١١).
وفي «صحيح مسلم»، حديث (٢٣٣٠) من حديث أنس - رضي الله عنه - في وصف النبي - صلى الله عليه وسلم -: كان إذا مشى تكفَّأَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>