للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقعد بين يديه، فقال: يا رسول اللَّه، قد علمتَ مناصحتي، وقِدَمِي في الإسلام، وإنِّي وإنِّي، قال: «وما ذاك»؟ قال: تزوِّجُني فاطمة، فسكتَ عنه.

فرجعَ إلى أبي بكر، فقال له: إنه ينتظر أمر اللَّه فيها، قُمْ بِنَا إلى عليٍّ حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا، قال علي: فأتياني وأنا أُعالِجُ فَسِيلاً (١) لي، فقالا: إنا جئناك من عند ابن عمِّك بخِطْبَة، قال عليُّ: فنبَّهَاني لأمر، فقُمْتُ أجُرُّ رِدَائِي، حتى أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقعدتُ بين يديه، فقلتُ: ... يا رسولَ اللَّه، قد علمتَ قِدَمِي في الإسلام، ومناصَحَتِي، وإنِّي وإنِّي، قال: ... «وما ذاك»؟ قلتُ: تزوجني فاطمة، قال: «وعندك شيء»؟ ، قلتُ: فرسي وبَدَني (٢)، قال: «أما فرسك فلا بُدَّ لك منه، وأما بَدَنُك فبِعْهَا».

قال: فبعتها بأربعمئة وثمانين، فجئتُ بها حتى وضعتُها في حِجْرِه، فقبَضَ منها قبضةً، فقال: «أيْ بِلال، ابتغنا بها طيباً». وأمرَهُم أن يجهِّزُوها، فجُعِلَ لها سريراً مُشرَطاً بالشرط، ووسادةً من أدَم حشوُها لِيف، وقال


(١) الفسيل: صغار النخل. «مقاييس اللغة» لابن فارس (٤/ ٥٠٣).
(٢) البَدَن: الدرع، قال ابن فارس: وسميت بذلك لأنها تضم البدن. قال قاسم السرقسطي: ... (البَدَن: شبه درع إلا أنه قصير بقدر ما يكون على الجسد، قصير الكمين، والجمع: الأبدان). وقال ابن الأثير: البدن: الدرع من الزرد. وقيل هي القصيرة منها. «مقاييس اللغة» (١/ ٢١٢)، «الدلائل» (٢/ ٦٦٦)، «النهاية» (١/ ١٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>