للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول ما يستحب عند قضاء الحاجة]

وفيه ثلاثة عشر مبحثًا

[المبحث الأول: استحباب الابتعاد عن أعين الناس إن كان في الفضاء]

وقد نقل النووي الإجماع على استحباب الابتعاد عن أعين الناس إن كان في الفضاء (١)، ودل على ذلك النصوص الكثيرة فمنها: ما ورد في الصحيحين عَنْ المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ فِي سَفَرٍ، فَقَالَ: «يَا مُغِيرَةُ، خُذِ الإِدَاوَةَ»، فَأَخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ (٢).

هل يشرع الابتعاد في الغائط فقط أو البول والغائط؟

الابتعاد في الغائط لأن فيه زيادة تَكَشُّف، وإذا كان المقصود التستر فقد يحصل لمن بال قائمًا بإرخاء ذيله. ففي الصحيحين عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ فَانْتَهَى إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا فَتَنَحَّيْتُ فَقَالَ: «ادْنُهْ» فَدَنَوْتُ حَتَّى قُمْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ فَتَوَضَّأَ فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ (٣).

فدل هذا الحديث على أن النبي أمر حذيفة أن يكون قريبًا منه وهو يبول وأن هذا جائز، فلا بأس على من يبول بقرب الناس إذا كان لا يخشى من ظهور عورته.

[المبحث الثاني: أذكار دخول الخلاء، وفيه مطلبان]

[المطلب الأول: استحباب التعوذ من الخبث والخبائث]

نقل الإجماع غير واحد من أهل العلم على استحباب قول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث


(١) المجموع (٢/ ٩٢)
(٢) البخاري (٣٦٣) ومسلم (٢٧٤)
(٣) البخاري (٢٢٤) ومسلم (٢٧٣)

<<  <   >  >>