للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اسْتَنَّ اسْتِنَانًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ، فَمَا عَدَا أَنْ فَرَغَ رَسُولُ اللهِ رَفَعَ يَدَهُ أَوْ إِصْبَعَهُ، ثُمَّ قَالَ: «فِي الرَّفِيقِ الأَعْلَى». ثَلَاثًا، ثُمَّ قَضَى. وَكَانَتْ تَقُولُ: مَاتَ بَيْنَ حَاقِنَتِي وَذَاقِنَتِي (١).

فالرسول استاك عند سكرات الموت، وَطَّيب رسول الله فمه عند اقتراب الملائكة منه فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم، وإذا كان يستحب السواك عند الصلاة للقاء الله ولئلا تتأذى الملائكة فكذا يستحب السواك عند لقاء الله في الآخرة.

[المبحث التاسع: هل يبدأ المتسوك بجانب فمه الأيمن أو الأيسر؟]

ذهب جمهور العلماء إلى أن المتسوك يبدأ بجانب فمه الأيمن (٢).

واستدلوا بما ورد في الصحيحين: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ، فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ (٣).

فإذا كان يستحب التيمن في الطهور واستعمال السواك من الطهارة، وإذا كان يبدأ باليمن في الوضوء، فكذا يبدأ بالجانب الأيمن في الفم في السواك.

[المبحث العاشر: هل يستاك بيده اليمنى أم اليسرى؟]

اختلف العلماء في هذه المسألة على قولين:

القول الأول: ذهب الحنفية، والمالكية، وبعض الشافعية وبعض الحنابلة إلى أن التسوك يكون باليد اليمنى (٤).

استدلوا لذلك بما روى أحمد: عَنْ عَائِشَةَ : أَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَجْعَلُ يَدَهُ الْيُمْنَى


(١) البخاري (٤٤٣٨).
(٢) حاشية ابن عابدين (١/ ١١٣)، وحاشية الدسوقي (١/ ١٠٢)، والمجموع (١/ ٣٣٦)، والإنصاف (١/ ١٢٨).
(٣) البخاري (٦١٨)، ومسلم (٢٦٨).
(٤) البحر الرائق (١/ ٢١)، وحاشية ابن عابدين (١/ ١١٤)، و مواهب الجليل (١/ ٢٦٥)،
والخرشي (١/ ١٣٨، ١٣٩) مغني المحتاج (١/ ١٨٣)، و الإنصاف (١/ ١٢٨).

<<  <   >  >>