للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والشعر.

[المبحث السادس: من توضأ ثم قلم أظفاره هل يعيد الوضوء؟]

اختلف العلماء في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:

القول الأول: لا يعيد الوضوء. وهو مذهب الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة (١). واستدلوا بما رُوى عن أبي مجلز، قال: رأيت ابن عمر أخذ من أظفاره، فقلت له: أخذت من أظفارك، ولم تتوضأ؟ قال: مَا أَكْيَسَكَ؟! أَنْتَ أَكْيَس ممنْ سَمَّاهُ أَهْلَهُ كَيْسًا (٢).

وقَالَ علي: مَا زَادَهُ إِلَّا طَهَارَةً يَعْنِي الْأَخْذَ مِنَ الشَّعْرِ والظفر (٣).

وأما دليلهم من المعقول: فهو أن تقليم الأظفار ليس بحدث حتي ينتقض الوضوء.

وذهب مجاهد (٤) وابن جرير إلى أن عليه أن يعيد الوضوء.

وذهب عطاء (٥) وإبراهيم وحماد (٦) وغيرهم إلى أنه يغسل موضع الأظفار.

والأصح ما ذهب إليه جماهير أهل العلم، أي صحة وضوء من قلم أظفاره ولا إعادة عليه، وغسل رؤوس الأصابع بعد القص (٧).

[المبحث السابع: من توضأ ثم نتف إبطه هل يعيد الوضوء؟]

لم يأت في قرآن ولا سنة ولا إجماع إيجاب الوضوء من نتف الإبط.


(١) المبسوط (١/ ٦٥)، المنتقي (شرح الموطأ) (١/ ٣٩)، والأم (١/ ٣٦)، والفروع (١/ ١٨٦، ١٨٧).
(٢) إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (المصنف) (١/ ٥٥).
(٣) إسناده ضعيف: المطالب العالية (٧٢) عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ: أَنَّ عَلِيًّا به.
(٤) رواه ابن أبي شيبة (١/ ٥٦) بسند صحيح.
(٥) رواه عبد الرزاق في (المصنف) (١/ ١٢٦) بسند صحيح.
(٦) المصنف لابن أبي شيبة (١/ ٥٦).
(٧) استحب الشافعية، والحنابلة: غسل رؤوس الأصابع بعد قص الأظفار، قال ابن قدامة: قيل: إن الحك قبل غسلها يضر بالجسد وليس هناك ما يدل على الاستحباب والله أعلم.

<<  <   >  >>