للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خَاتَمَهُ (١). واعترض عليه بأن الحديث معل.

واستدلوا بأن عدم ذكر الله في هذا المكان فيه تكريم لاسم الله وتكريم أسماء الله وإبعادها عن الأماكن الخبيثة وصونها عن ذلك من تعظيم الله.

القول الآخر: أنه لا مانع من ذكر الله داخل الأماكن المعدة، فإذا عطس فليحمد الله ولو كان على حاجته. وهو قول مالك (٢) وصح ذلك عن ابن سيرين (٣) و الشعبي (٤) وإبراهيم (٥).

واستدلوا لذلك بما ورد في الصحيحين عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ.

و (كل) من ألفاظ العموم فتعم ذكر الله في كل حال ومنه حال قضاء الحاجة.

واعترض عليه بأنه وردت أدلة تدل بعمومها علي استثناء هذا المكان من ذكر الله.

واستدلوا أيضًا بما ورد في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَبْلُغُ النَّبِيَّ قَالَ: «لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا أَتَى أَهْلَهُ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، اللهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لَمْ يَضُرُّهُ» (٦). فإذا كان الإنسان يذكر الله بعد كشف العورة عند الوقاع فلا مانع من ذكر


(١) ضعيف: أخرجه أبو داود (١٩) قال: حدثنا نصر بن عليِّ، عن أبي علي الحنفي عن همام، عن ابن جريج، عن الزهري عن أنس به، وهذا السند وإن كان ظاهره الصحة فقد أعله الحفاظ بعلتين، الأولى: أن همامًا وهم في هذا الحديث. الثانية: أن ابن جريج لم يسمعه من الزهري، قال أبو داود: هذا حديث منكر، والوهم فيه من همام، ولم يروه إلا همام، قال النسائي: هذا حديث غير محفوظ.
وحكم عليه الدارقطني بالشذوذ كما في (التلخيص الحبير) (١/ ١٠٧/ ١٠٨).
(٢) التاج و الإكليل (١/ ٣٩٢)، والفواكه الدواني (٢/ ٣٤٨، ٣٤٩).
(٣) إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٠٨) قال: حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد به.
(٤) رجاله ثقات: أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٠٨).
(٥) إسناده صحيح: أخرجه ابن أبي شيبة (١/ ١٠٨).
(٦) البخاري (٦٣٨٨)، ومسلم (١٤٣٤).

<<  <   >  >>