للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى مسلم عن بلال أَنَّ النَّبِيَّ مَسَحَ عَلَى الخُفَّيْنِ والخِمَارِ (١).

واستدلوا بحديث ثَوْبَانَ، قَالَ: «بَعَثَ رَسُولُ الله سَرِيَّةً، فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ الله أَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ».

واستدلوا بحديث سلمان قال: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ يَمْسَحُ عَلَى خِمَارِهِ وَخُفَّيْهِ» (٢).


(١) يرويه عن بلال جماعة:
الأول: ابن أبي ليلى عن كعب بن عجرة عن بلال به.
فرواه (أبو معاوية، وابن نمير، وعيسى بن يونس، وعلي بن مسهر) أربعتهم عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب عن بلال به، رواه مسلم (٨٤ - ٢٧٥)، وأحمد (٦/ ١٢، ١٤).
ورواه زائدة، وحفص كلاهما عن الأعمش به ولكن قالا بدلًا من كعب بن عجرة البراء بن عازب، أخرجه ابن خزيمة (١/ ١٨٣) وغيره. وتابع الأعمش بذكر البراء بن عازب ليث بن أبي سليم عند ابن أبي شيبة (١/ ١٦٧). ورواه الثوري عن الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال به، بإسقاط الواسطة بين ابن أبي ليلى وبلال- أخرجه عبد الرزاق (٧٣٦)، وأحمد (٦/ ١٥).
ومن خلال هذه الروايات يتبين أن المحفوظ: الأعمش عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن كعب عن بلال. ولكن تابع الأعمش جماعة بدون ذكر كعب منهم: شعبة عند أحمد (٦/ ١٣)، (٢) وزيد بن أبي أنيسة عند أحمد (٦/ ١٤)، والسند إليه ضعيف، (٣) عبد الله بن محرز عند عبد الرزاق (٧٥٤)، والسند إليه ضعيف، (٤) والثوري عند أحمد (٦/ ١٣)، وأبان بن تغلب، وابن أبي ليلى عند الحميدي (١٥٠). كلهم عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال به، أي بإسقاط كعب، وسقوط الصحابي لا يضر إذا تأكدنا من سماع ابن أبي ليلى من بلال.
الثاني: رواية أبي إدريس الخولاني عن بلال به عند أحمد (٦/ ١٥) ولفظه (رأيت رسول الله يمسح على الموقين والخمار).
الثالث: رواه مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ، حَدَّثَنَا مَكْحُولٌ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ خِمَارٍ، عَنْ بِلَالٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: امْسَحُوا عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ. أخرجه أحمد (٦/ ١٣)، وإسناده حسن.
الرابع: رواه أحمد (٦/ ١٣) من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن بلال، وفيه (يمسح على العمامة وعلى الخفين)، وفي إسناده أبو عبد الله مولى بني تميم: مجهول.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٤٣٩)، وفي إسناده أبو مسلم مولى زيد بن صوحان، وفي إسناده: أبو شريح، وكلاهما لين الحديث، وفي الباب عن أبي طلحة وأنس وأبي أمامة ولا يصح عنهم حديث.

<<  <   >  >>