للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهؤلاء المسلمين قِلَّةً، منهم المتزوج، ومنهم من لا طاقة له بالزواج ... ... وذكر أنه كان - صلى الله عليه وسلم - ينتظر بها أن تهدأ الحال، ويستعدَّ ابنُ عمِّه للزواج، ويستقرَّ على حال بينه وبين آله الذين لا يزالون على دين الجاهلية، فلاهم في ذلك الوقت ذووه، ولاهُمْ بُعداءُ عنه ... إلخ». (١)

٦. كلُّ الصحابة ـ بل كل المسلمين ـ يتمنون القرب من النبي - صلى الله عليه وسلم - مصاهرة، ولمعرفتهم بعقل ودين وخلق أولاده - صلى الله عليه وسلم -، لذا تقدم أبو بكر وعمر لخطبة فاطمة - رضي الله عنهم -، فليس صحيحاً ما ادَّعاه أنه لا يرغب أحدٌ بخطبة فاطمة.

٧. ومسألة بكائها عند عِلمها بالخطبة، لا يصح فيه حديث، ولو صحَّ فيحمل البكاء على ما قاله العقاد: (وليس في ذلك من غرابة؛ لأننا لا نتخيل فتاة في مثل موقفها لا يبكيها ما تثيره في نفسها ذكرى أمها، ووداع بيت أبيها، وقد فارقتها مع أمها وهي صبية (٢)

تدرك ما فقدته من عطفها وبرها وإلطافها


(١) «فاطمة الزهراء» للعقاد (ص ٣٣ ـ ٣٤).
(٢). فائدة: رجح ابن حجر وغيره أنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنين. «الإصابة» ... (٨/ ١٠٣).

قلت: يعني بعد النبوية بعشر سنين، وعمر فاطمة حينئذ على القول الراجح في مولدها يكون (١٥ سنة)، ويُعلَم أنها للتوِّ خرَجَتْ مع بني هاشم من الحصار في شعب أبي طالب، والأحوال غير مستقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>