للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأحاديث كلُّها من وضع الرافضة، قابلوا بها الحديث المتفق على صحته (١) في سدِّ الأبواب غير باب أبي بكر .. ).

وقد ذكر الطحاوي - رحمه الله - أن لا تعارض بينهما، فكلاهما مستثنى. (٢)

ولابن كثير وابن رجب توجيه آخر:

قال ابن كثير - رحمه الله -: (وهذا لا ينافي ما ثبت في «صحيح البخاري» من أمره - عليه الصلاة والسلام - في مرضه الذي مات فيه بسدِّ الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب أبي بكر الصديق؛ لأنَّ نفْي هذا في حق علي كان في حال حياته لاحتياج فاطمة إلى المرور من بيتها إلى بيت أبيها، فجعل هذا رِفْقًاً بها، وأما بعد وفاته فزالت هذه العلة، فاحتِيْجَ إلى فتح باب الصِّدِّيق؛ لأجل خروجه إلى


(١) وهو حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: خطبَ رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - الناس وقال: «إنَّ اللَّه خيَّرَ عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند اللَّه». قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه: أنْ يخبر رسولُ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عن عبد خُيِّر، فكان رسولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هو المُخَيَّر، وكانَ أبو بكر أعلَمَنَا، فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ... «إنَّ مِنْ أمَنِّ الناسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومَالِهِ أبا بَكر، ولَو كنتُ متَّخِذَاً خليلاً غيرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أبا بكر، ولكِن أُخُوَّةُ الإسلام ومودَّتُهُ؛ لا يَبْقَيَنَّ في المسجد بابٌ إلا سُدَّ إلا بَابَ أبي بكر». وفي لفظ في «الصحيحين»: «لا تبقين في المسجد خَوخَةٌ إلا خَوخَةَ أبي بكر». ... أخرجه: البخاري رقم (٤٦٦) و (٣٦٥٤) و (٣٩٠٤)، ومسلم (٢٣٨٢).
وقد رواه البخاري أيضاً (٤٦٧) من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -.
(٢) «شرح مشكل الآثار» (٩/ ١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>