دمَاً عَبيطاً، وذُعاقاً مُمقِراً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرفُ التالون غِبَّ ما سنَّ الأولون، ثم طِيبوا عن أنفسكم أنفُسَاً، وطامنوا للفتنة جأشاً، وأبشروا بسيفٍ صارم، وهرْجٍ شامل، واستبداد من الظالمين، يدعُ فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فيا حسرتي بكم، وأنَّى لكم؟ وقد عمِيَت عليكم { ... أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ}(هود: ٢٨) والحمدُ لله رب العالمين، وصلَّى اللَّه على محمد أبي، سيِّد المرسلين). انتهت.
هذا حديث موضوع، لوائح الوضع عليه ظاهرة سنداً ومتناً، والعلة في إسناده: الغلابي الوضاع، وثلاثة بعده مجاهيل.
ذكر بعضَ هذه الخطبة المجدُ أبو السعادات ابنُ الأثير (ت ٦٠٦ هـ) ثم قال: (هذا طَرَفٌ من حديث أطول منه، يُروى من طريق أهل البيت، وحكمه حكم الحديث الذي قبله، في الرد والقبول، فإن لفظهما ومعناهما مغترفان من بحر واحد، واللَّه أعلم). (١)
والحديث الذي قبله: خطبة طويلة لفاطمة في مجمع من الصحابة، قال ابن الأثير عقبها:
(هذا الحديث أكثر ما يُروى من طريق أهل البيت، وإن كان قد رُوي
(١) «منال الطالب في شرح طوال الغرائب» لابن الأثير (٢/ ٥٢٩).