للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولم يُعِلم عليٌّ أبا بكر، لأنها توفيت بعد هدأة الليل، فلَمْ يَرَ حاجة في إيقاظِ خليفةَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -، وإخبارِ عامة الصحابة - رضي الله عنهم -.

قال أبو العباس القرطبي (ت ٦٥٦ هـ): (ودَفْنُ عليٍّ لفاطمة ليلاً؛ يحتمل أن يكون ذلك مبالغةً في صيانتها، وكونه لم يؤذن أبا بكر بها، لعلَّه إنما لم يفعل ذلك؛ لأنَّ غيره قد كفاه ذلك، أو خاف أن يكون ذلك من باب النعي المنهي عنه، وليس في الخبر ما يدلُّ على أن أبا بكر لم يعلم بموتها، ولا صلَّى عليها، ولا شاهد جنازتها، بل اللائقُ بهم المناسِبُ لأحوالهم حضور جنازتها، واغتنام بركتها، ولا تسمع أكاذيب

الرافضة المبطلين الضالين المضلين). (١)

قال ابن حجر: (ولعلَّه لم يُعلِم أبا بكر بموتها، لأنه ظنَّ أنَّ ذلك لا يخفى عنه؛ وليس في الخبر ما يدُلُّ على أنَّ أبا بكر لم يَعْلَمْ بمَوتِها، ولا صلَّى عليها). (٢)


(١) «المفهم شرح تلخيص صحيح مسلم» (٣/ ٥٦٩).
(٢) «فتح الباري» (٧/ ٤٩٤)، «إرشاد الساري» (٦/ ٣٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>