ويُورِدُ المرجاني في كتاب «بهجة النفوس والأسرار» الخبرَ باختصار ويُعقِّبُ عليه: «ولا كان ينبغي تعيينه على الأمر المجهول». ويدور الزمان فيُصبِحُ المكانُ وما حولَه مقبرةً للعُظماء من أهل مكة، فيُقبَر فيه في القرن الحادي عشر في سنة (١٠١٠ هـ): عبدالمطلب بن حسن بن أبي نُمَيِّ، ثم في سنة ... (١٠١٢ هـ) يموت أحدُ أمراء مكة ـ ممن عُرِف بالظلم والجبروت ـ وهو أبو طالب بن حسن بن أبي نُمَيِّ، وتُبنَى فوقه قبة تُعرف بقبة أبي طالب، بجوار قبة خديجة الخرافية، وقبة عبدالمطلب! ! فتَنشأُ خُرَافَةُ قُبَّةِ عبدِالمطلب جدِّ الرسولِ - صلى الله عليه وسلم - ـ الذي مات في زمن الفترة ـ، وقُبةِ أبي طالب بن عبدالمطلب عَمِّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - ـ الذي مات مشركاً بنص القرآن الكريم ـ. ويُدَوِّنُ التاريخُ تلكَ الخرافات الثلاث، باعتبارها حقائقَ تاريخية، وتتناقلها الأجيالُ إلى يومنا هذا، بل تزدادُ رسوخاً وقُوةً حين تصدَّى عالمٌ جليل ــ محمد حسين هيكل باشا - رحمه الله - ــ من علماء العصر بكتابةِ سِفْرٍ نَفِيسٍ دعَاهُ «منزل الوحي» ــ (ص ٢٠٤ ـ ٢٠٥) ـ، إذْ تطغَى عاطفة التديُّن على ذلك العالِم حين يشاهد مقبرة مكة «المعلاة» فتنتابه الذكريات عمَّن ضمَّتْ مِن أجسَادِ عظماءِ الأمة خلال الثلاثة عشر قرناً، وما فوقها من السنين، وتنطلي عليه خرافةُ قبرِ عبدِالمطلب جدِّ النبي - عليه الصلاة والسلام -، وقبرِ أبي طالب عمِّه، وقَبرِ خديجة زوجِه، فيتقبَّل القولَ على عِلَّاتِه، ويُريح نفسَه من عَناءِ البحث والتحقيق، فيَجرِي يَراعُه السيَّال بكتابةِ الصفحاتِ التي يُعدِّدُ فيها أمجادَ السادة الذين ضمَّ =