للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمثل هذه الجزئيات، حتى أصبَحَتْ كليات وخَرقاً في الدِّين، وإفساداً لعقيدةِ التوحيد؛ إذْ ما زِلْنَا نتدرَّجُ حتَّى جعلنا عليها المساجدَ، وقصَدْنَا رُفاتَها بالنذور والقُرُبات، ووقعْنا مِنْ ثَمَّ فيما لأجلِه أمرَنا الشارِعُ بطَمْسِ القُبُور، كُلُّ هذا ونحنُ لا نزالُ في غفلةٍ عن حِكْمَةِ الشرْعِ، نُصَادِمُ الحَقَّ ويُصادِمُنَا حتى نهلكَ مع الهالكين). انتهى كلام الأستاذ: رفيق - رحمه الله - (١)

أقول: يتفطر القلب أسى حينما ينظر المرءُ إلى ما آلَ إليه المسلمون بعد القرون الأولى من البُعد عن دينهم باتجاههم للقبور عبادةً أو تعظيماً، وبناءَ المشاهد والقباب عليها (٢)،

فلا زالت كثير من البلدان الإسلامية ـ إلى زماننا هذا ـ مليئةً بتعظيم القبور والمشاهد، وبناء القباب عليها ـ نسأل اللَّه السلامة والعافية في الدين والدنيا والآخرة، وأن يصلح أحوال المسلمين في


(١) «أشهر مشاهير الإسلام في الحروب والسياسة» للأستاذ: رفيق العظم (ص ٥٠٤ ـ ٥٠٧). وقد ذكر هذه الفائدة استطراداً في خاتمة ترجمته لأبي عبيدة ابن الجراح - رضي الله عنه -، وتحديد موضع قبره.
(٢) «المزار في كتب الجغرافيين والرحالة العرب من القرن الرابع إلى القرن السادس للهجرة» لعبدالرزاق المجبري، ط. مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان، ومجمع الأطرش في تونس، و «المقابر المشهورة والمشاهد المزورة» لابن الساعي البغدادي (ت ٦٧٤ هـ).

وانظر ما سبق ذكره في الكتب عن تعظيم القبور، وحال القبورية، والتحذير من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>