لخطبتها أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - فاعتذر لهما النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها صغيرة أي بالنسبة لهما، ثم خطبها عليٌّ، فاستأذنَها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فقبِلَتْ، ثم زوَّجها ـ وكان عمرها نحو عشرين سنة ـ.
وكانت الخِطبة في السنة الأولى من الهجرة، والبناء بها بعد غزوة بدر وقبل أُحُد، أي في آخر السنة الثانية أو أوائل السنة الثالثة.
وقد نبَّه عَددٌ من الحفاظ كابن حبان، وابن ناصر الدين الدمشقي، وابن كثير إلى كثرةِ المرويات المكذوبة في زواج فاطمة - رضي الله عنها -.
كان مهرُها - رضي الله عنها - أربعمئة وثمانين درهماً، قوَّتها الشرائية في ذلك الزمن (٤٨) شاةً.
وكان جهازها: خَميلاً، وهو كِسَاءٌ فيه لِين. وقِربةً، وفي رواية سِقاء. وَوِسادةً من جِلْد حشْوُها لِيفُ الإذْخِر. ورَحْيَيْن، تثنية رحى، وهي: التي يُطحن بها. وجرَّتين وهما إناءان من فَخار، ويُقال أيضاً: سريراً مُزيَّناً بحِبال من خُوص أو لِيف. وإناءً من جِلْد. وقِطعةً من أقط.
يُروى عند البناء بها أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - مجَّ في ماء، ثم صبَّ على فاطمة وعلي - رضي الله عنهما -، ودعا لهما بقوله:«اللهم بارك فيهما، وبارك عليهما، وبارك لهما في نَسلهما».
بَنَى بها عليٌّ - رضي الله عنه - في منزلِه وكان بعيداً عن منزل النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم حوَّلها - صلى الله عليه وسلم - إلى بيتٍ مجاور له من الجهة الشمالية،