وهذا السياق يدل على أن ذلك أمرٌ ونَهْيٌ، ويدل على أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - من أهل بيته، فإن السياق إنما هو في مخاطبتِهن، ويدل على أن قوله:{ ... لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ}(سورة الأحزاب، آية ٣٣ (عَمَّ غيرَ أزواجه، كعلي وفاطمة وحسن وحسين - رضي الله عنهم -، لأنه ذكره بصيغة التذكير لما اجتمع المذكر والمؤنث، وهؤلاء خُصُّوا بكونهم من أهل البيت من أزواجه، فلهذا خصَّهُم بالدعاء لما أدخلهم في الكساء، كما أنَّ مسجد قُباء أُسِّسَ على التقوى، ومسجدَه - صلى الله عليه وسلم - أيضاً أُسِّسَ على التقوى، وهو أكمل في ذلك، فلما نزلَ قولُه تعالى:{ ... لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (سورة التوبة، آية ١٠٨) بسبب مسجد قباء، تناول اللفظ لمسجدِ قباء ولمسجدِه - صلى الله عليه وسلم - بطريق الأَولى.
وقد تنازع العلماء: هل أزواجه مِن آلِه؟
على قولين، هما روايتان عن أحمد، أصحُّهما أنهنَّ من آله وأهل بيته، كما