دلَّ على ذلك ما في «الصحيحين» من قوله: «اللَّهم صَلِّ على محمدٍ، وعلى أزواجه، وذريته». وهذا مبسوط في موضع آخر). (١)
وقال ابن تيمية ـ أيضاً ـ - رحمه الله -: (وأما آية الابتهال ففي «الصحيح» أنها لما نزلت أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بيد علي وفاطمة وحسن وحسين ليباهل بهم، لكن خصَّهُم بذلك؛ لأنهم كانوا أقرب إليه من غيرهم، فإنه لم يكن ولد ذكر إذ ذاك يمشي معه.
ولكن كان يقول عن الحسن:«إنَّ ابني هذا سيِّد». فهما ابناه ونساؤه، إذْ لم يكن قد بَقِيَ له بنت إلا فاطمة - رضي الله عنها -، فإن المباهلة كانت لما قدم وفد نجران، وهم نصارى، وذلك كان بعد فتح مكة، بل كان سنة تسع، وفيها نزل صدر آل عمران، وفيها فرض الحج، وهي سنة الوفود. فإن مكة لما فتحت سنة ثمان قدمت وفود العرب من كل ناحية، فهذه الآية تدل على كمال اتصالهم برسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - كما دلَّ على ذلك حديث الكساء، ولكن هذا لا يقتضي أن يكون الواحدُ منهم أفضلَ من سائر المؤمنين، ولا أعلمَ منهم؛ لأنَّ الفضيلة بكمال الإيمان والتقوى، لا بِقُرْبِ النَّسَبِ.
كما قال تعالى: ... { ... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات، آية ١٣). وقد ثبت أن الصِّدِّيق كان أتقى الأمة بالكتاب والسنة، وتواتر عن
(١) «منهاج السنة النبوية» لابن تيمية (٤/ ٢١ ـ ٢٤).