للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فلا يُسلِّمُ أحدُهما على صاحبه. ولم يَروِ واحِدٌ أنهما التقيا وامتنعا من التسليم، ولو فعَلا ذلك لم يكونا بذلك متهاجرين، إلا أن تكون النفوسُ مُضمِرةً للعداوة والهجران.

وإنما لازَمَتْ بيتَها، فعبَّر الراوي عنه بالهجران؛ هذا وجه هجرانها له، لكنَّها وَجَدَتْ عليه أن حَرَمَها ما لم يُحرَم أحدٌ، ولسنا نظن بها إضمارَ الشحناء والعداوة، وإنما هُمْ كما وصفهم اللَّهُ: رُحَمَاءُ بينهم). (١)

أورد ابن حجر العسقلاني (ت ٩٥٢ هـ) - رحمه الله - بعض الروايات التي ذُكرَت في أول هذه المسألة، ثم حديث أبي الطفيل، وفيه أنه فاطمة قالت لأبي بكر: (فَأَنْتَ، وَمَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّه - صلى الله عليه وسلم - أَعْلَمُ). (٢)

سبق قول علي بن عيسى ـ شيخ الترمذي ـ بأن معنى «لا أكلمكما» أي: في الميراث، ونقل ابنُ حجر تعقُّبَ الشاشيِّ، فقال: (وتعقبَهُ الشاشيُّ بأن قرينة قوله: «غضبت»، تدلُّ على أنها امتنعت من الكلام جملةً، وهذا صريحُ الهجر).


(١) «التوضيح لشرح الجامع الصحيح» (١٨/ ٣٧٢ ـ ٣٧٣).
(٢) سبق تخريجه في الحديث رقم (٢٩) وهو حديث حسن، لكن فيه لفظة منكرة ضعفها العلماء، وهي قول أبي بكر لفاطمة: بأنَّ أهلَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يرثونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>