للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعقَّبَهُ الصنعاني (ت ١١٨٢ هـ) - رحمه الله - بقوله: (قلتُ: ولا أدري من أين عُرِفَ هجرُها أبا بكر؟ ! فإنه لا ريب أنها أجنبيةٌ بالنسبة إلى أبي بكر، ... لا يحل لها مواجهته ولا له مواجهتها، وإذا كان كذلك فما معنى نسبة الهجر إليها له؟ ! فإنَّ التزاور، والتواصل، والاجتماع الذي هو ضُدُّ الهجر إنما يكون بين الحريم والرجال، إذا كان تحل المواجهة بينهم وتجوز الخلوة بهنَّ ونحو ذلك؛ والبتول - رضي الله عنها - أجنبيةٌ عن أبي بكر قطعاً، وقد أُذِن للأجنبي إذا سألَ نساءَ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - متاعاً أن يسألوهنَّ من وراء حجاب، فلا يتحقق هجْرُهَا إياه من وراء الحجاب، إلا إذا ثبت أنه وصَلَ إليها ثم ردَّتْهُ مِن مَنْزِلها ولمْ تُخاطِبْهُ، وهذا شيءٌ لم يُنقَلْ أصْلاً، فَلْيُنْظَرْ). (١)

ثم قال ابن حجر: (فلا يعارض ما في الصحيح من صريح الهجران ولا يدل على الرضا بذلك، ثم مع ذلك ففيه لفظة منكرة وهي قول أبي بكر: «بل أهله»؛ فإنه معارِض للحديث الصحيح أنَّ النبيَّ لا يُورث.

ثم أوردَ حديث مراضاة فاطمة أبا بكر من مرسل الشعبي ـ وقد سبق ـ

ثم قال ابن حجر: (وقد قال بعض الأئمة إنما كانت هجرتها انقباضاً عن لقائه والاجتماع به، وليس ذلك من الهجران المحرم؛ لأنَّ شرطَهُ أنْ يلتقيا فيُعرِضُ هذا، وهذا، وكأنَّ فاطمةَ - عليها السلام - لما خرَجَتْ غَضْبَى مِن عندِ ...


(١) «التحبير لإيضاح معاني التيسير» (٣/ ٧٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>