للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكأنهم يرون أنَّ الهجرَ الممنوع فوقَ ثلاثة أيام إذا لم يكُن سَببٌ، وأما مع قيام السبب، فلا بأس.

إلى أن قال الإمام العثيمين - رحمه الله -:

فإن قال قائل: بعضُ الناسِ يجدُ في صدرِهِ عَلَى عليٍّ وفاطمة - رضي الله عنهما - فما حُكْمُ ذلك؟

فالجواب: هذا لا يجوز؛ لأنَّ هذا اجتهادٌ منهم، والإنسانُ بشَر). (١)

قال الشيخ عبدالعزيز بن عبداللَّه الراجحي ـ حفظه اللَّه ـ: (ولم تطل مُدَّتُها بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد عاشت بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة أشهر، ويحتمل أن لو طالت مدتها، لفهمت ذلك من الصحابة.

وهي قد هجرَتْ أبا بكر، لأنها ظنَّتْ أن لها حقاً.

وهذا فيه دليل على أن الإنسان قد يخطئ ولو كان كبيراً أو عظيماً، فليس هناك معصومٌ إلا الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - فيما يبلِّغ عن اللَّهِ؛ أما فاطمة - رضي الله عنها - ــ وهي سيدة نساء أهل الجنة، ومن أفضل النساء ـ فقد غلطت، حيث اجتهدَتْ وأخطأَتْ، وظنَّتْ أن لها حقَّاً، وكان أبو بكر - رضي الله عنه - هو المصيبُ .... وذكر أنَّ فاطمة لم تقتنع، وأصرَّت على رأيها، فلم تزل مهاجرة


(١) «التعليق على صحيح مسلم» لابن عثيمين (٩/ ٧٨ ـ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>