بدأ بالمتنية وذكر استنكار الذهبي له وأنه لم يَذكر العلَّة، قال الشيخ: وكأنه استنكر قوله: «واللَّهِ ما كان أحدٌ من الناس بعدَ أبيك أحبَّ إليَّ منكِ»؛ إذْ لا يليقُ بِرَجُلٍ أن يطلق هذه العبارة لغير محارمِه، فكيف تصحُّ نسبتها لأمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه -؟ مع ما اشتُهر عنه من الورع، ووفرة العقل، وفي حقِّ ابنة نبيِّ الأمَّةِ - صلى الله عليه وسلم - ... وذكر أن القلب السليم يستنكر صدور هذه العبارة من سوقة الناس بعضهم مع بعض، فكيف بها بين عمر، وفاطمة - رضي الله عنهما -؟ حتى وإنْ كان ظاهرها أنها محبَّة دينية، بعيدة عن الأغراض البهيمية، إلا أنَّ لكلِّ مَقامٍ مقالاً، وهذا إنما يكون بين الرجال بعضهم مع بعض، أو النساء، أما بين ذكر وأنثى لا محرميَّة بينهما، فهذا لا يليق، وهذا ما دعا الذهبي للعجب والاستغراب).
ثم ذكر العلة الإسنادية ـ بعد بحث ـ وأعلَّه بجهالة أحمد بن يوسف، وتفرده، وذكر أنه لو تبيَّن أنه ثقة، لكان الحمل هنا على عبدالسلام؛ لأن له مناكير.
هذا خلاصة رأي الشيخ د. سعد الحميِّد، في حديث الحاكم فقط، والإسنادُ ــ كما سبق ــ له طريق آخر رجاله ثقات وهو أصح من طريق الحاكم، وللمتن تكملة، تُبيِّن سبب ذكر عمر المحبةَ لفاطمة - رضي الله عنهما -.