وجاء في «صحيح البخاري» رقم (٦٨٣٠) في حديث السقيفة من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -، فيه أنَّ عمر - رضي الله عنه - قال:( ... وإنَّه قد كان مِن خبَرنا حين تَوفَّي اللَّهُ نَبِيَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أنَّ الأنصار خالَفُونا، واجتمعوا بأسْرِهِم في سقيفة بني ساعدة.
وخالف عنَّا عليٌّ، والزبيرُ، ومَنْ معَهُمَا، واجتمعَ المهاجرون إلى أبي بكر، فقلت لأبي بكر: يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار ... ).
قلت: يفهم من قوله: «ومَنْ معهما» أنهم مجموعة، ويُحمَل في بعض الآثار ـ إنْ صحَّتْ ـ في خروجهم ومبايعتهم، على مبايعتهم دون علي وبعض آل هاشم، خاصةً علي؛ لتصريح عائشة بأنه لم يبايع إلا بعد موت فاطمة. واللَّه أعلم
ومن فوائد ذهاب الشيخين أبي بكر وعمر للأنصار في السقيفة - رضي الله عنهم -، ما قاله ابن حجر:(وفيه أنَّ على الإمام إنْ خشي مِن قومٍ الوقوعَ في محذور أنْ يأتيَهم فيعظُهم، ويُحذِّرَهم قبلَ الإيقاع بهم). (١)
وهذا ينطبق تماماً على ذهاب عمر لبيتِ فاطمة - رضي الله عنهما - حيث يجتمع جماعةٌ من المهاجرين ـ ولم يجدْهُمْ لحظةَ ذهابِه ـ، فأبلغَ فاطمةَ تحذيرَه من تكرار الاجتماع، وطلبَه دخولهم فيما دخلَ فيه الناسُ، فالجماعةُ أولى مِن الفرقة،