طالعَ كلامَ الفلاسفة فخلَطَه بكلام المعتزلة، وتكلَّم في القَدَر، وانفرد بمسائل، وتبعه أحمد بن حائط، والأسواري، وغيرهما. وأخذ عنه: الجاحظ. وكان معاصراً لأبي الهذيل العلاف. هو أكبر شيوخ المعتزلة ومقدَّمُهم. كان يقول: إنَّ اللَّهَ لا يقدر على الظلم ولا الشر. قال: ولو كان قادراً لكنا لا نأمَن مِن أن يفعلَه، أو أنه قد فعلَه. وإنَّ الناسَ يقدرون على الظلم. وصرَّحَ بأنَّ اللَّهَ لا يقدِرُ على إخراج أحَدٍ مِن جهنم، واتفَقَ هُو والعلَّاف عَلى أنَّ اللَّهَ ليس يقدر من الخير على أصلح مما عمل. قلت (الذهبي): القرآن والعقل الصحيح يُكذِّبُ هؤلاء التُّيُوس الضلال قبَّحَهُمُ اللَّهُ. وللنظَّامِ مقالات خَبيثَةٌ، وقد كفَّرَه غيرُ واحِدٍ. وقال جماعة: كان عَلى دِين البراهمة المنكرِين للنبوة والبعث، لكنه كان يُخفِي ذلك. سقَطَ مِن غُرفة وهو سَكْران فهلَكَ، في خلافة المعتصم أو الواثق، سنة بضع وعشرين ومئتين.
يُنظر ترجمته: «تاريخ بغداد» (٦/ ٦٢٣)، «تاريخ الإسلام» (٥/ ٧٣٥) ـ ومنه نقلت الترجمة إلا سنة الوفاة ـ، «سير أعلام النبلاء» (١٠/ ٥٤١)، «الوافي بالوفيات» ... (٦/ ١٢).