للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن نمير: إن الناس قد اختلفوا في أمره، وكان له ابن، فكان هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه، فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه غيرها.

وقد فصَّل في حالِهِ، وجمعَ بين الأقوال، ابنُ حبان في «المجروحين» حيث قال: [اختلف فيه أئمتنا، فأما شعبة فحسَّن القول فيه، وحث عليه، وضعَّفَه وكيع، وأما ابن المبارك ففجع القول فيه، فتركه يحيى القطان، وأما يحيى بن معين فكذبه، وحدَّث عنه عبدالرحمن بن مهدي ثم ضربَ على حديثه، وإني سأجمع بين قدح هؤلاء، وضد الجرح منهم فيه ـ إن شاء اللَّهُ ـ ...... ثم قال:

قد سبرتُ أخبار قيس بن الربيع من روايات القدماء والمتأخرين، وتتبعتها، فرأيته صدوقاً مأموناً حيث كان شاباً، فلما كبر ساء حفظه، وامتُحن بابن سوء، فكان يُدخل عليه الحديث فيجيب فيه، ثقة منه بابنه، فوقع المناكير في أخباره من ناحية ابنه، فلما غلب المناكير على صحيح حديثه، ولم يتميز؛ استحقَّ مجانبته عند الاحتجاج، فكلُّ مَن مدَحَه مِن أئمتنا وحثَّ عليه كان ذلك منهم لما نظروا إلى الأشياء المستقيمة التي حدَّثَ بها مِن سماعه، وكلُّ مَن وهَّاهُ منهم، فكان ذلك لما علموا مما في حديثِه من المناكير التي أدخلَ عليه ابنُه وغيرُه]. انتهى كلام ابن حبان.

قال الذهبي في «السير»: أحد أوعية العلم، على ضَعْفٍ فيه مِن قِبَلِ حِفْظِه.

<<  <  ج: ص:  >  >>