للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن القيم: (واللعنُ على الفِعْلِ مِن أدلِّ الدلائل على تحريمِه، ولا سيما وقد قرَنَه في اللعْنِ بالمتَّخذين عليها المساجدَ والسُّرُج، وهذا غيرُ مَنسوخٍ بَلْ لعَنَ في مَرضِ مَوتِهِ مَن فَعَلَهُ). (١)

واستدل القائلون بالكراهة بحديث أم عطية - رضي الله عنها -: «نُهينَا عن اتِّبَاعِ الجنَائِزِ، ولم يُعزَمْ عَلَينَا». (٢)

أجاب ابن القيم بقوله: (وأما قولُ أمِّ عطية: «نهينا عن اتباع الجنائز» فهو حجة للمنع، وقولها: «ولم يُعزَم علينا» إنما نفَتْ فيه وصفَ النهي، وهو النهيُ المؤكَّد بالعزيمة، وليس ذلك شرطَاً في اقتضاءِ التحريم، بل مجرَّدُ النَّهْيِ كافٍ؛ ولما نهَاهُنَّ انتهَين لِطَواعِيَتِهِنَّ للهِ ولِرسُولِه، فاستَغْنَيْنَ عن العزيمة، وأمُّ عطيةَ لم تَشهَد العزيمةَ في ذلك النَّهْيِّ، وقد دلَّتْ أحاديثُ لَعنهِ الزائراتِ عَلى العزيمةِ


(١) «تهذيب السنن» ـ ط. عالم الفوائد ـ (٢/ ٣٩٢)
(٢) «صحيح البخاري» رقم (١٢٧٨)، و «صحيح مسلم» (٩٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>