كتاب فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -

المبحث الثامن: زيارتها قبر عمها حمزة وأختها رقية - رضي الله عنهم - زيارة النساء للقبور - ج: 5 - ص: 235

عبدالرحمن بن بكر - رضي الله عنهما -. (١)

أجاب ابن القيم بقوله: (وعائشةُ إنما قدِمَت مكة للحج فمرَّتْ على قبر أخيها في طريقها فوقفَتْ عليه، وهذا لا بأس به؛ إنما الكلام في قصدِ الخُروجِ لزيارتِهِنَّ، ولو قُدِّر أنها عدَلَتْ إليه وقصدَتْ زيارتَه فهِي قَدْ قالَت: «لو شهدتُّكَ لما زرتُك». وهذا يدل على أنه من المستقر المعلوم عندها أنَّ النساءَ لا يُشرع لهن زيارة القبور، وإلا لم يكن في قولها ذلك معنى). (٢)

ورُدَّ الاستدلالُ بالعموم بحديث صريحٍ في النهي، وهو حديث ابن عباس - رضي الله عنهما -: «لعن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - زائرات القبور، والمتَّخِذِين عليها المساجدَ والسُّرُجَ». (٣)

---

(١) «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني (٣/ ٥١٨) رقم (٦٥٣٩)، و «المصنف» لابن أبي شيبة رقم (١١٩٣٣)، «جامع الترمذي» رقم (١٠٥٥)، «المسند» لأبي يعلى (٨/ ٢٨٤) رقم (٤٨٧١)، «المستدرك» للحاكم (١/ ٥٣٢) رقم (١٣٩٢)، و «السنن الكبرى» للبيهقي (٤/ ٤٩ و ٧٨).
وانظر: «المسند المصنف المعلل» (٣٧/ ٤١٢) رقم (١٧٩٩١)، «أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري» للبصارة (١٠/ ٥٣٢) رقم (٥١٦٩).
والحديث صحَّحَهُ الألبانيُّ في «إرواء الغليل» (٣/ ٢٣٣) رقم (٧٧٥).
(٢) «تهذيب السنن» ـ ط. عالم الفوائد ـ (٢/ ٣٩٤).
(٣) أبو داوود (٣٢٣٦)، والترمذي (٣٢٠)، والنسائي (٢٠٤٣)، وابن ماجه (١٥٧٥)، وأحمد في «مسند» (٣/ ٤٧١) رقم (٢٠٣٠)، وغيرهم. ... =
وانظر: «المسند المصنف المعلل» (١١/ ٤٣١) رقم (٥٤٦٦)، وضعَّفَه الألبانيُّ في ... «إرواء الغليل» (٣/ ٢١١) رقم (٧٦١)، وفي «السلسلة الضعيفة» (١/ ٣٩٣) رقم ... (٢٢٥)، وقارِن بِجُزء الشيخ بكر أبو زيد ـ المذكور في أول المسألة ـ.
وورد من حديث أبي هريرة، وحسان - رضي الله عنهما -، انظر: «المسند المصنف المعلل» ... (٣١/ ٣٣٥) رقم (١٤٣٧٨)، «أنيس الساري في تخريج أحاديث فتح الباري» للبصارة (٦/ ٤٢٨٦) رقم (٣٠١٢).