ومن المعلوم أنَّ بني إسرائيل من ذُرِّية سارة، والكفار فيهم لا يحصيهم إلا اللَّهُ. وأيضاً: فصفيَّةُ عمَّةُ رسولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أحصنَتْ فرجَها، ومِن ذُرِّيَّتِهَا مُحسِنٌ وظَالمٌ. وفي الجملة، فاللواتي أحصنَّ فروجَهن لا يحصي عدَدَهُن إلا اللَّه - عز وجل -، ومن ذريتِهِنَّ البرُّ والفاجرُ، والمؤمنُ والكافرُ. وأيضاً: ففضيلةُ فاطمة ومزِيَّتُها ليسَتْ بمجرَّد إحصانِ فَرجِها، فإنَّ هذا يشاركُ فيه فاطمةَ جمهورُ نساءِ المؤمنين. وفاطمةُ لم تكن سيدةَ نساءِ العالمين بهذا الوصف، بَلْ بما هُوَ أخصُّ منه، بل هذا من جِنس حُجَجِ الرافضة، فإنهم لجهْلِهِم لا يُحسِنُون أن يَحتجُّوا، ولا يُحسِنون أن يكذبوا كذِباً ينفِق. وأيضاً: فليسَت ذريةُ فاطمةَ كلُّهم محرَّمِين على النار، بل فيهم البرُّ والفاجِرُ. والرافضةُ تشهدُ على كثيرٍ منهم بالكفر والفسوق، وهُمْ أهلُ السُّنَّةِ، منهم المتولُّون لأبي بكر وعمر، كزيدِ بنِ علي بن الحسين، وأمثالِه من ذُرِّية فاطمة - رضي الله عنها -، فإنَّ الرافضَةَ رفَضُوا زيدَ بنَ علي بن الحسين، ومَن والاه، وشَهِدُوا عليهم بالكفر والفِسق، بَلْ الرافضةُ أَشَدُّ الناسِ عَداوَةً إمَّا بالجهلِ وإما بالعنادِ لأولاد فاطمة - رضي الله عنها - ... ). انتهى المراد نقله. وانظر في الحديث: «العلل» للدراقطني (٥/ ٦٥) رقم (٧١٠)، «المطالب العالية» ... (١٦/ ١٧٩) رقم (٣٩٥٩)، «الروض البسام في تخريج وترتيب أحاديث فوائد تمام» للدوسري (٤/ ٣١٥ ـ ٣١٨) رقم (١٤٩٢ ـ ١٤٩٤)، «مختصر استدراك الذهبي» لابن الملقن (٣/ ١٥٦٩) رقم (٥٨٦)، و «الأحاديث الواردة في فضائل الصحابة» =