هذا، ولو صحَّ الحديثُ لكان المرادُ بالذرية: الحسن والحسين، كما قال أبو العالية روايه عن معاوية بن هشام، كما عند العقيلي في «الضعفاء» (٣/ ٩٢٣) بعد إخراجه الحديث. وكذا قاله: ابن الجوزي في «الموضوعات» بعد الحديث. وانظر: «تاريخ بغداد» (٤/ ٨٨)، و «فيض القدير» للمناوي (٢/ ٤٦٢). ثم وقفت على كتاب «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة» لمحمد كبريت بن عبداللَّه الحسيني (ت ١٠٧٠ هـ) ـ وهو صوفي جلد، وكتابه ملئ بالأخطاء العقدية ... والخرافات ـ (ص ٢٩٦ ـ ٢٩٧) ذكر حديث: «إن فاطمة أحصنت فرجها ... فحرَّمَها اللَّهُ وذرِّيتَها على النار» وقال: (قال محمد الجواد وأبوه علي الرضا وجدُّه زين العابدين ــ وهؤلاء من أكابر آل البيت الطاهرين المطهَّرين ـ: إنَّ ذلك الحديثَ خاصٌّ بأولادِ فاطمة من غير واسطة. وكأنهم نظروا لما في حديث آخر ـ مع عدم نظر لتلك الرابطة ـ وهو: يافاطمة بنت محمد، وياصفية بنت عبدالمطلب، ياعباسُ عمَّ رسولِ اللَّه، يابني هاشم، يابني عبدالمطلب، اشتروا أنفسكم من اللَّه، قُوا أنفسكم من النار، لا أغني عنكم من اللَّه شيئاً. قال المؤلف: وفيه ما فيه، إذْ فاطمة مذكورة في الحديثين، فتعيَّن أن الأول فيه النظر لمظهر الفضل والجمال، والثاني فيه النظر لمظهر العدل والجلال). قلت (إبراهيم): هذا كلام ساقط، من رجل لا يعرف النصوص الشرعية، الحديث حصنَّت فرجها فحرمها اللَّهُ وذريتها من النار، حديث موضوع، والحديث: لا أغني عنكم من اللَّه شيئاً حديث صحيح متفق على صحته. ما نفع النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - جدَّه ووالدَاه، ولا النبيُّ إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - والدَه، ولا النبيُّ نوح - صلى الله عليه وسلم - ابنَه، وهكذا ... =