للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وعندَهَا حسَنٌ، غلامٌ يدبُّ بين يديها، فقال: يا عليٌّ، إنك أمسُّ القومِ بي رَحِمَاً، وأقربُهُمْ مِنِّي قَرابَةً، وقد جِئتُ في حَاجَةٍ، فلا أرجِعَنَّ كما جِئتُ خَائِبَاً، فاشْفَعْ لي إلى رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ويحك يا أبا سفيان، والله لقد عزمَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - على أمر ما نستطيع أن نكلمَه فيه، فالتَفَتَ إلى فاطمة - رضي الله عنها -، فقال: يا بنتَ محمَّدٍ، هل لكِ أن تَأمُرِي بَنِيْكِ هَذَا، فيُجِيرَ بَينَ الناس؛ فيَكُونَ سَيِّدَ العَرَبِ إلى آخر الدهر؟

فقالت فاطمة - رضي الله عنها -: والله ما بلغَ بَنِييَّ ذاكَ أنْ يُجيرَ بَينَ الناس، وما يُجيرُ أحدٌ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -.

فقال: يا أبا الحسن، إني أرى الأمور قد اشتدَّتْ عليَّ فانصحني ... الحديث. (١)

يُلحظ أن في رواية ابن إسحاق، لم يطلب أبو سفيان من فاطمة أن تشفع، بل أن تأمر ولدَها الحسن - رضي الله عنهم -، بخلاف رواية الواقدي، وموسى بن عُقبة، ومِقْسَم، وعكرمة ـ والله أعلم ـ.


(١) «دلائل النبوة» للبيهقي (٥/ ٦ ـ ٨).
وانظر: «إمتاع الأسماع» للمقريزي (١/ ٣٥٠)، «البداية والنهاية» لابن كثير ... (٦/ ٥١٧)، «سبل الهدى والرشاد» للصالحي (٥/ ٢٠٧)، «شرح المواهب اللدنية» للزرقاني (٣/ ٣٨٥)، «السيرة الحلبية» (٣/ ١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>