- صلى الله عليه وسلم - قال:«إنَّ فاطمةَ بَضْعَةٌ مِنِّي». فَلا أعدِلُ ببَضْعَةٍ مِن ... رسُولِ الله أحَداً.
وهذا استِقْرَاءٌ حَسَنٌ، ويشهَدُ لِصحَّةِ هذا الاستقراءِ: أنَّ أبا لُبَابَةَ حين ارتبَطَ نفسَهُ، وحَلَفَ ألا يَحِلَّهُ إلا رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فجَاءَتْ فاطِمَةُ لِتَحِلَّهُ فأبَى مِن أجلِ قسَمِهِ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما فاطمة مضغة مني». فحلَّتْهُ ـ وسنذكرُ الحديث بإسنادِهِ في مَوضِعِهِ إن شاء الله تعالى ـ.
ويدل أيضاً على تفضيل فاطمة ... إلخ (١)
أشار إلى القصة ابنُ القيم (ت ٧٥١ هـ) - رحمه الله - وفيها: أن فاطمة جاءت تحله، فقال أبو لبابة لا، إلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:«فاطمة بضعة مني».
قال ابن القيم: فهل يَبَرُّ الحالفُ بمثل هذا لَوْ اتَّفَق اليوم؟
قيل: لا، إمَّا أنه مختصٌّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإمَّا لأنَّ فاطمةَ
(١) «الروض الأنف» للسهيلي (٦/ ٢٧٨ ـ ٢٧٩)، وعنه: الدماميني (ت ٨٢٧ هـ) في ... «مصابيح الجامع» (٧/ ٢٤٧)، والمقريزي (ت ٨٤٥ هـ) في «إمتاع الأسماع» ... (١٠/ ٢٧٣).