منه وإلى يومنا وإلى قيام الساعة بالكوفة، فأمَّا أن يكون أحدٌ نظيراً له في الحفظ، فنعم، فقد كان بها بعدَ ابن مسعود وعلي: علقمةُ، ومسروقٌ، وعَبيدة، ثم أئمة حفاظ كإبراهيم النخعي، ومنصور، والأعمش، ومِسعر، والثوري، وشريك، ووكيع، وأبي نعيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عبداللَّه بن نمير، وأبي كُريب، ثم هؤلاء يمتازون عليه بالإتقان والعدالة التامة، ولكنه أوسع دائرة في الحديث منهم).
قال الحاكم: قلت لأبي علي الحافظ: إنَّ بعض الناس يقول في أبي العباس، قال: في ماذا؟
قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هؤلاء المجهولين.
فقال: لا تشتغل بمثل هذا، أبو العباس إمامٌ حافظٌ، محلُّه محلُّ مَن يسأل عن التابعين وأتباعهم.
قال ابن عدي: وقد كان ابنُ عقدة من الحفظ والمعرفة بمكان.
ولما سُئلَ ابنُ عقدة عن حفظه، قال:(أحفظ بالأسانيد والمتون خمسين ومئتي ألف حديث، وأُذاكر بالأسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع بستِّ مئةِ ألفِ حديث).
وقال الخطيب: حدثنا أبو العلاء الواسطي، سمعت محمد بن عمر بن يحيى العلوي يقول: حضر ابنُ عقدة عند أبي، فقال له: قد أكثر الناس في حفظك، فأحبُّ أن تخبرني، فامتنع، فأعاد عليه المسألة وعزم عليه،