قُلْتُ: الجَمْعُ بَيْنَ القَوْلَيْنِ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْهُ شَيْئاً مَا ضَبَطَهُ، وَلا حَفِظَهُ، فَصَدَقَ أَنْ يَقُوْلَ: مَا سَمِعْتُ مِنْهُ، وَإِلَاّ، فَأَبُو دَاوُدَ أَمِيْنٌ، صَادِقٌ، وَقَدْ أَخْطَأَ فِي عِدَّةِ أَحَادِيْثَ؛ لِكَوْنِهِ كَانَ يَتَّكِلُ عَلَى حِفْظِهِ، وَلا يَرْوِي مِنْ أَصْلِهِ، فَالوَرَعُ أَنَّ المُحَدِّثَ لا يُحَدِّثُ إِلَاّ مِنْ كِتَابٍ، كَمَا كَانَ يَفْعَلُ وَيُوْصِي بِهِ إِمَامُ المُحَدِّثِيْنَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ، وَلَمْ يُخَرِّجِ البُخَارِيُّ لأَبِي دَاوُدَ شَيْئاً؛ لأَنَّهُ سَمِعَ مِنْ عِدَّةٍ مِنْ أَقْرَانِهِ، فَمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ).
ووصفَه في «التذكرة» و «السير»: بالحافظ الكبير.
قال ابن حجر في «هدي الساري»: (ثقةٌ، مَشهورٌ، حافظٌ، أخطَأَ في أحاديثَ، علَّق له أحاديثَ قليلة).
وقال في «التقريب»: ثقة، حافظ، غلط في أحاديث.
استشهد به البخاريُّ تعليقاً، وأخرج له مسلم، والأربعة.
(ت ٢٠٤ هـ). (١)
(١) ينظر: «الطبقات الكبرى» لابن سعد (٧/ ٢٩٨)، «تاريخ ابن معين» رواية الدارمي ... (ص ٦٨) رقم (١٠٧، ١١٠)، «التاريخ الكبير» للبخاري (٤/ ١٠)، «الجرح والتعديل» (٤/ ١١١)، «الثقات» للعجلي (١/ ٤٢٧)، «الثقات» لابن حبان ... (٨/ ٢٧٥)، «الكامل» لابن عدي (٣/ ٢٧٨)، «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها» لأبي الشيخ (٢/ ٤٨)، «تاريخ بغداد» (١٠/ ٣٢)، «تهذيب الكمال» ... (١١/ ٤٠١)، «سير أعلام النبلاء» (٩/ ٣٧٨)، «تذكرة الحفاظ» (١/ ٣٥١)، «تذكرة الحفاظ» (١/ ٢٥٧)، «إكمال تهذيب الكمال» لمغلطاي (٦/ ٥١)، «تهذيب التهذيب» ... (٤/ ١٨٢)، «تقريب التهذيب» (ص ٢٨٤)، «هدي الساري» (ص ٤٥٧).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute