وذكر قصة الصلاة، فقال نقلاً عن ابن السمعاني: إنه كان يَرحَلُ إلى البلاد ليُسمَعَ عليه كما يرحَلُ الطالبُ ليَسمَع، ولما أرادَ الرحيل إلى أصبهان قال لي أخوه: قد كنتُ أمرتُهُ أنْ لا يخرجَ إلى أصبهان؛ فإنه يُفتَضَحُ عند أهلِها بإخلاله بالصلاة فأبى، ووقع الأمرُ كما قال أخوهُ، فشنَّعُوا عَليه، وتركَ كثيرٌ منهم الروايةَ عنه ... إلى أن قال: ولعلَّهُ تابَ ورجَعَ عن ذلك في آخِر عُمُرِهِ). انتهى من «اللسان». قال الذهبي في «المغني»: (صدوقٌ في الرواية، لكنه يخِلُّ بالصلوات، علَا سنده، وتكاثروا عليه، وروَى عنه ابنُ عساكر الكثيرَ). وخلاصَةُ حالِه: أنه مُسند نيسابور، صحيحُ السماع، لكنه كان يخل بالصلوات، فتَركَ الروايةَ عنه غيرُ واحِدٍ من الحفاظ؛ تورُّعَاً، وروى عنه آخرون؛ لِعُلُوِّ إسنادِه، وليس بالماهر في الحديث. توفي سنة (٥٣٣ هـ) عن بضع وثمانين. ينظر: «المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور لعبدالغفار الفارسي» انتخاب الصريفيني ... (ص ٢٢٠) رقم (٧٠٩)، «ميزان الاعتدال» (٢/ ٦٠)، «سير أعلام النبلاء» ... (٢٠/ ٩)، «المغني» (١/ ٣٦٠)، «لسان الميزان» (٣/ ٤٨٩). (١) محمد بن عبدالرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد، أبو سعد بن أبي بكر الجَنْزَرُوْدِي، ويقال: الكنجروذي. مجهول الحال. وُصِفَ بأنه فَقيهٌ، أديبٌ، نحوي. له رواياتٌ كثيرة في تاريخ دمشق. (ت ٤٥٣ هـ). «المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور» انتخاب الصريفيني (ص ٤٥) رقم (٦٨).