للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- عليه الصلاة والسلام - مِن حَجَّةِ الودَاع، فكان بين مكة والمدينة بمكان يقال له: غدير خُم، خطبَ الناسَ هنالك في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، فقال في خطبته: «مَن كنتُ مَولاه فعليٌّ مَولاه».

وفي بعض الروايات «اللَّهم والِ مَن والاهُ، وعادِ مَن عادَاهُ، وانصُرْ مَن نَصرَهُ، واخذُلْ مَنْ خَذَلَهُ».

والمحفوظُ الأول.

وإنما كان سببُ هذه الخُطبةِ والتنبيهِ على فَضلِ علي، ما ذكرَه ابنُ إسحاق مِن أنَّ علياً لما بعَثَهُ رسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن أميراً هُوَ وخالِدُ بنُ الوليد، ورجَع عَليٌّ، فوافَى رسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - بمكة في حجة الوداع، وقد كَثُرَتْ فيه المقالة، وتَكَلَّمَ فيه بعضُ مَنْ كانَ مَعَهُ بِسَبَبِ استِرجَاعِهِ مِنهم خَلعَاً كان خَلَعَها نائبُه عليهم، لما تعَجَّلَ السَّيْرَ إلى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغَ رسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - من حجة الوداع، أَحَبَّ أنْ يُبَرئ سَاحَةَ عَليٍّ مما نُسِبَ إليه مِن القَولِ فيه؛ وقد اتخَذَتْ الروافِضُ هذا اليوم عِيداً، فكانت تَضرِبُ فيه الطُّبُولَ ببغداد في أيام بَنِي بُوَيه في حدود الأربعمئة، كما سننبه عليه إذا انتهينَا إليه ــ إنْ شاء اللَّهُ ــ، ثم بعد ذلك بنحوٍ مِن عشرين يوماً تُعلَّقُ المسُوحُ السُّودُ على أبواب الدكاكين، وتُذَرُّ التِّبْنُ والرمَادُ في الطرُقِ والأسواق، وتَدُور النساءُ في سِككِ البلَدِ يَنُحْنَ على الحسين بن علي يومَ عاشوراء، صبيحةَ قِراءتهم المصرعَ المكذُوبَ في قَتْلِ الحسين، وسنُبَيِّنُ

<<  <  ج: ص:  >  >>