للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعذري في التوسُّعِ: أني لم أجد كتاباً حديثياً أو تاريخياً علمياً محرراً وافياً عن فاطمة - رضي الله عنها -؛ فأريده مرجعاً شاملاً مغنياً، وإن خرج بذلك من كونه كتاباً مقروءاً من الجلد من الجلد إلى كونه معلمةً يُرجع إليها للاستزادة والبحث. (١)

وسبَبٌ آخَرُ أنَّ «كُلَّ مَن يتصدَّى لِتأليفِ كتابٍ في مَوضُوعٍ غير مُشبَعٍ؛ تمتلِكُهُ محبةُ التوسُّعِ فيه، فلا يَنفكُّ يستزيدُ من مُلتقطاته ليُذكِي قبَسَهُ، ويَمُدَّ نفسَه، فيَرضى بما يجدُ رِضَى الصَبِّ بالوَعْدِ، ويقول زِدْنِي من حديثِكَ يا سعْدُ، غيرَ هيَّاب لِعاذِل، ولا مُتَطَلِّبِ معذرةَ عاذِر، وكذلك شأنُ الولَعِ إذا امتلَكَ القلْبَ». (٢) إيْ والله.

إنَّ موضوعاً له مداخلُ عديدة، وتفاصيلُ: عقدية، وحديثية، وتاريخية، وغيرها، وله ارتباطٌ ببعض الفرق والمذاهب، لَهُوَ مَوضُوعٌ يَستبحِرُ البحث فيه، ويلتاث على مؤلِّفِهِ ترتيب مسائله؛ خاصةً أن عقدها لم يُنسج على منوال سابق، يهتدي بهديه، ويتمم نقصه، ويُحكِم ترتيب عَرْضِهِ.

تتمادَى موضوعاتُه حتى إن مطلباً واحداً ـ لم يُعنون له ـ ضمن مَبحَثٍ


(١) سيصدر ــ بإذن الله تعالى ــ كتاب مختصر بعنوان: «المختصر من أخبار فاطمة بنت سيد البشر - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -» في مجلد واحد.
(٢) «التحرير والتنوير» للطاهر عاشور (١/ ٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>