سائر العلوم من الأصول والفروع وغير ذلك؛ فإن الفقهاء قد وضعوا في الفقه أشياء كثيرة من الموضوعات والضعاف.
وأما جمهور المصنفين في الأخبار، والتواريخ، والسير، والفتن، من رجال الجرح والتعديل، منهم من هو في نفسه مُتَّهمٌ، أو غير حافظ، كأبي مخنف لوط بن يحيى، وهشام بن محمد بن السائب الكلبي، وإسحاق بن بشر، وأمثالهم من الكذابين، بل الواقدي خير من ملء الأرض مثل هؤلاء، وقد عُلِمَ ما قيل فيه، ومحمد بن سعد كاتبه ثقة، لكن يُنظر عمَّن نقل، وكذلك أبو الحسن المدائني وأمثاله، وإن سلموا من الطعن فيهم، فليسوا من علماء الجرح والتعديل حتى يكون مارووه ولم ينكروه مقبولاً.
وإنما العالمون بالجرح والتعديل هم علماء الحديث، وهم نوعان:
منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده: كمالك، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وعبدالرحمن بن مهدي، وأحمد بن حنبل، وكذلك البخاري، وأمثاله.
ومنهم من يروي عن الثقة وغيره؛ للمعرفة، ولما عنده من