قال عنهم ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه «الاستغاثة»: (ملاحدة في الباطن، أخذوا من مذاهب الفلاسفة والمجوس ما خلطوا به أقوال الرافضة، فصار خيارُ ما يظهرونه من الإسلام دينَ الرافضة، وأما في الباطن فملاحدةٌ شرٌّ من اليهود والنصارى؛ وإلا مَن لم يصل منهم إلى منتهى دعوتهم فإنه يبقى رافضياً داخل الإسلام، ولهذا قال فيهم العلماء: «ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض»، وهم من أشد الناس تعظيماً للمشاهد ودعوة الكواكب ونحو ذلك من دين المشركين، وأبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وآثارهم في القاهرة تدل على ذلك ... ). وقال أيضاً كما في «مجموع الفتاوى»: (وهؤلاء القوم يشهد عليهم علماء الأمة وأئمتها وجماهيرها أنهم كانوا منافقين زنادقة يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر .. ). وسبق في المقدمة عند الحديث عن «فاطمة عند الإسماعيلية» ذكر أسماء هذا المذهب الفاطمي الباطني الإسماعيلي، وبيان موجز عن اعتقاداتهم. قال الشيخ: علي الطنطاوي - رحمه الله - في حديثه عن مصر في العقد السابع من القرن الماضي: ( ... جاء مصرَ رجلٌ اسمه القُمِّي، إيراني شيعي حاذق ذكي داهية من الدواهي، ففتح «دار التقريب»، يدعو فيها إلى التقارب بين الفريقين السنة والشيعة وهو في الحقيقة داعية إلى التشيُّع. وفي مصر ميل إلى آل البيت لعلّه باقٍ من أيام العبيديِّين «الذين تسمَّوا كذباً بالفاطميِّين، وما لهم بفاطمة - رضي الله عنها - صلة، ولا يربطهم بها نسب، ولا لهم إليها سبب، بَرِئَت فاطمة الزهراء منهم ومن كفرهم». أهل مصر يحبُّون آل البيت حباً قد يصل أحياناً إلى الغلوِّ، تراه عند قبر الحسين وما يصنعون عنده، وما يصنعون عند قبر السيدة زينب، وما في مصر من مشاهد منسوبة إلى أهل البيت.