هذا، وقد أثبت نسب العبيديين: ابنُ الأثير، وابنُ خلدون، والمقريزي - رحمهم الله - وذكر الأخير مناقبهم ـ ولم يصب في عمله هذا - رحمه الله - ـ كما في «المواعظ الاعتبار» ... (١/ ٣٥٦)، وألَّف فيهم كتاباً: «إتعاظ الحُنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء». قال الحافظ: ابن حجر العسقلاني في «رفع الإصر»: (والعجب أن صاحبنا المقريزي كَانَ يفرط فِي تعظيم ابن خلدون، لكونه كَانَ يجزم بصحة نسب بني عُبَيد، الذين كانوا خُلفاء بمصر، وشهروا بالفاطميين إِلَى عليٍّ، ويخالف غيرَه فِي ذَلِكَ، وَيَدْفَع مَا نُقل عن الأئمة فِي الطعن فِي نَسَبهم ويقول: إنما كتبوا ذَلِكَ المحضر مراعاة للخليفة العباسي. وَكَانَ صاحبُنا ينتمي إِلَى الفاطميين فأحب ابن خلدون لكون أثبت نسبتهم، وغفل عن مُراد ابن خلدون، فإنه كَانَ لانحرافه عن آل عليِّ يثبت نسبة الفاطميين إليهم، لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين، وكون بعضهم نسب إِلَى الزندقة، وادعى الألوهية كالحاكم، وبعضهم فِي الغاية من التعصب لمذهب الرفض، حَتَّى قتل فِي زمانهم جمع من أهل السنة. وكانوا يصرحون بسبِّ الصحابة فِي جوامعهم ومجامعهم، فإذا كانوا بهذه المثابة وصحَّ أنهم من آل عليٍّ حقيقة، التصق بآل عَليٍّ العيب، وَكَانَ ذَلِكَ من أسباب النفرة عنهم، والله المستعان). انظر: «جمهرة أنساب العرب» لابن حزم (٦٠ ـ ٦١)، و «الأنساب» للسمعاني (١٠/ ٣٥٠)، و «المنتظم» لابن الجوزي (١٥/ ٨٢)، «الروضتين» لأبي شامة المقدسي (٢/ ٢١٤ ـ ٢٢٤) ,