للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن كثير - رحمه الله -: (يعني أنه يُشبَّهُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في حَرَكَاتِه وسكناته وكلامه، ويتشبه بما استطاع من عبادته). (١)

وقال أيضاً: (وقال غيره: كان ابن مسعود يُشَبَّهُ بالنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في هديِه ودَلِّهِ وسَمْتِهِ، وكان علقمةُ يُشبهه، وكان إبراهيمُ يُشبهُ علقمةَ، وكان منصور يُشبِه إبراهيم، وكان سفيانُ يُشبِهُ مَنصورَاً، وكان وكيعُ يُشبِهُ سفيان، وكان أحمدُ يُشبِهُ وكيعاً، وكان أبو داود يُشبِهُ أحمدَ بنَ حنبل). (٢)

وابنُ مسعود نَحيفٌ دَقيقٌ، لم يُشبَّه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في خِلقَته.

وقال ابن حجر - رحمه الله -: (وقد استشكل الداوودي الشارح بقول حذيفة في ابن مسعود قولَ مالك: «كان عُمَرُ أشْبَهَ الناس بهَدْيِ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وأشبَهُ الناس بعُمَر: ابنُه عبدُالله، وبعبدِالله: ابنُه سالم». قال الداودي: «وقول حذيفة يقدَّمُ على قول مالك، ويمكن الجمع باختلاف مُتعلَّقِ الشَّبَهِ، بِحَمْلِ شَبَهِ ابنِ مسعود بالسَّمْتِ وما ذُكِر معه؛ وقولِ مالكٍ بالقُوةِ في الدِّين ونحوها، ويُحتمل أن تكون مقالة حذيفة وقَعَتْ بعْدَ موتِ عُمَر، ويؤيد قول مالك ما أخرج البخاري في كتاب «رفع اليدين» عن جابر قال: «لم يكن أحدٌ منهم ألزمَ لطريقِ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - من عُمَرَ».


(١) «البداية والنهاية» (٨/ ٣١٣).
(٢) «البداية والنهاية» (١٤/ ٦١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>